أخبار وطنيةالرئيسيةمجتمع

الجيل “زد” في أول مواجهة

في جل شوارع المدن المغربية الكبرى، خرج المئات من شباب الجيل “Z” للمطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية في عدة قطاعات، أبرزها الصحة والتعليم. يسعون إلى التعبير عنها بطريقة سلمية، لكن هذه المطالب قوبلت بالقمع والعنف من قبل السلطات، وأسفرت عن اعتقال عشرات الشباب.

مطالب مشروعة

رفع المحتجون شعارات ضد أولويات الإنفاق العمومي، تعبر عن رفضهم لاستضافة كأس العالم في وقت يتواصل فيه التهميش والفساد وتردي الخدمات العمومية. من بين الشعارات التي رفعت: “الصحة أولا ما بغيناش كأس العالم”، و”الشعب يريد إسقاط الفساد”، فضلاً عن الشعار الأبرز: “حرية، كرامة، عدالة اجتماعية”.

مواجهة مباشرة مع السلطة

هذا الاحتجاج يُعد أول مواجهة مباشرة لهذا “الجيل الرقمي” مع السلطة، حيث وجد هذا الجيل نفسه أمام حقيقة مرة: أن الوطن الذي كانوا يحلمون به ليس سوى قمع واعتقال. إن هذا الجيل الذي يعيش بين العولمة الرقمية، الضغوط الاقتصادية، والأزمات السياسية، يصعب اليوم اختراقه أو ترويضه، لأنه لا يتحرك وفق منطق الهرمية الكلاسيكية، بل بمنطق الشبكة المفتوحة. هذا ما يجعل من حراك الجيل “زد” تحديًا غير مسبوق للدولة في العهد المقبل، إذ قد يكون المقياس الأول لقدرة الدولة على التكيف مع احتجاجات مبتكرة، تقودها فئة شابة لا تؤمن بالاحتكار والسلطوية.

دعوات إلى الحوار

الهيئات الحقوقية دقت ناقوس الخطر، ودعت إلى احترام الحق في التظاهر السلمي والكف عن القمع والاعتقال. وطالبت السلطات بفتح قنوات الحوار المباشرة مع الشباب والإنصات إلى مطالبهم، من أجل صياغة حلول عملية تعكس حاجياتهم وتطلعاتهم.

مستقبل الجيل زد

إن معالجة المطالب الاجتماعية للشباب لا تستقيم إلا بالحوار والإصغاء والتفاعل الميداني. لكن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه الأحداث: ما هو مستقبل هذا الجيل؟ هل سيستمر في النضال من أجل حقوقه، أم سيتم إسكات صوته بالقمع والعنف؟ هل سيتمكن من تحقيق مطالبه المشروعة، أم سيظل حبيسًا في دوامة الفقر والتهميش؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى