
في إطار التزامها المستمر برعاية الجيل القادم من الكتاب الشباب في المغرب، أعلنت جمعية “كتاب الزيتون”، بالشراكة مع المركز الأمريكي للفنون” و”مؤسسة فريدريش ناومان للحرية”، عن إطلاق الإصدار السابع من “مخيم الكتابة الإبداعية الصيفي”.الذي سيُقام على مدار أسبوع، في الفترة الممتدة بين 10 و 17 يوليو الجاري، في المركز الأمريكي للفنون بالدار البيضاء حسب بلاغ الجمعية.
وأضاف البلاغ أنه تم اختيار هذا العام أن يكون المخيم السنوي تحت عنوان “خرائط الماضي”، وأكد أن “اخترنا أن نفكّر سويًّا ومن داخل الكتابة بالتاريخ الذي يحيط بنا كلنا، لحضوره في كل جزء من رحلتنا، سواءً تعلق الأمر بتاريخ عائلاتنا أو مجتمعاتنا أو بلداننا فكل القرارات التي نتخذها اليوم متأثرة بتاريخنا الشخصي والجماعي، وقصتنا ليست مجرد تجارب وذكريات خاصة تشكل أساس هويتنا فحسب؛ لكنّها نتيجة ماضٍ مجتمعي مشترك أيضًا، لا يزال يشكّل مسار حياتنا، على نحو واعٍ وغير واع”.
في البيت، يكبر معظمنا وهو يستمع إلى قصص كثيرة عن الحياة في الماضي، أحيانًا على صورة نوستالجيا تبعث على الندم والرفض للحاضر. وسواء أتعلّق الأمر بشيءٍ بسيط كاختيار صديق أو وجبة طعام، أو القيام بعملية شراء أو اتخاذ قرار بشأن مسار تعليمي، فكلها أمور تحتكم إلى معرفتنا المتراكمة من محيطنا وموروثنا المشترك. وعلى نطاق أوسع، تتأثر أفعالنا، وقناعاتنا، وقيمنا، وتطلعاتنا، بذاكرة اجتماعية تمتد إلى ما هو أبعد من دائرتنا العائلية وتظل الطريقة التي نتذكَّر بها نحن المغاربة، الماضي الذي يخص أمتنا وما نتذكّره منه؛ أمرًا حاسما في تشكيل “هويّتنا” المغربية” وتعزيز الترابط المجتمعي والالتزامات المدنية والأهداف المستقبلية.
بالنظر إلى الطبيعة اللامستقرة للذاكرة الاجتماعية، إذ إنّها تتطوّر وتتغيّر يومًا بعد يوم، نفكّر في هذه النسخة من المخيم في الكيفية التي يمكننا من خلالها، في المغرب تحديدًا، أن نحافظ على استمراريتنا بحيث لا ينتهي بنا المطاف بجيل جديدٍ يحمل ذاكرةً اجتماعية مختلفة؟ وما هي احتمالات ومخاطر ذلك؟، وكيف يمكننا خلق مناعة ورفع صوتنا ضد الرّغبات الملتوية للأجندات السياسية في تشكيل تشويه الذاكرة الاجتماعية، والدفع بنا تجاه ذاكرة أكثر انتقائيةً وذاتيّةً؟ ثم كيف يؤثر التقدم التكنولوجي والعالم الرقمي على الذاكرة الاجتماعية؟
يقول هنري غلاسي: “التاريخ ليس هو الماضي، بل هو خريطة للماضي، رسمت من وجهة نظر معينة، حتى تكون نافعة للمسافر الحديث”. سوف يستكشف كتابنا خرائط مختلفة شخصية واجتماعية، للتفكير في مغرب اليوم، ومغرب الغد، ومحاولة إيجاد إجابات للأسئلة الكثيرة المطروحة، بغية توجيه المسافر في هذه الرواية، وإعطائه بوصلة للطَّريق، وأسئلته الكثيرة، بوصلة تستدلُّ بالأسئلة لا الأجوبة، وتشير إلى المعرفة لا التلقين، والقناعة لا الأفكار المعلبة.
لمدة سبعة أيام، سيحضر الكتاب من مختلف أنحاء المغرب ورش كتابة إبداعية يومية تُقدّم باللغتين العربية والإنجليزية، ويشاركون في محاضرات ونقاشات يقودها مؤلفون وشخصيات ثقافية مرموقة، ويطوّرون مهارات قيمة في إدارة الثقافة والصحافة والترجمة والنشر. سيحظى كل مشارك بفرصة مراجعة وتحسين مشروع إبداعي أصلي، ومن خلال مجتمع ديناميكي من الأقران والمرشدين، يكونون روابط تتجاوز جدران الفصل الدراسي. تُختتم فعاليات المخيم بفعالية قراءة عامة، يشارك فيها المشاركون أعمالهم قبل أن تُنشر في كتاب جماعي.
وتجدر الإشارة أن جمعية “كتاب الزيتون” هي جمعية ثقافية مقرها الدار البيضاء المغرب. تهدف إلى تمكين الأفراد من جميع شرائح المجتمع عبر استخدام الفن والثقافة لربطهم، وتوفير فرص للنمو الشخصي والمهني، وتحفيزهم لإلهام وتعزيز التغيير الاجتماعي من خلال مجموعة واسعة من البرامج التي تتراوح بين ورش العمل الفنية والمخيمات، وإقامات الرقص والمسرح إلى المسابقات والبرامج التدريبية، نسعى لبناء مجتمع قوي حول تقديرنا المشترك للفنون تصل جمعية “كتاب الزيتون” إلى المشاركين المهمشين، سواء بسبب العرق أو الجنس أو الدين أو الظروف المالية.