معاناة العابرين إلى سبتة.. انتظار يصل إلى أربع ساعات تحت شمس غشت الحارقة

تشهد المعابر الحدودية بين المغرب ومدينة سبتة المحتلة، خلال الأيام الأخيرة، اختناقات خانقة في حركة المرور، حيث يضطر المواطنون المنتظرون لعبور المعبر الحدودي “باب سبتة” إلى الوقوف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط غياب مظلات أو تجهيزات تقيهم من درجات الحرارة المرتفعة.
وبحسب شهادات متطابقة، وصلت مدة الانتظار، أمس الأربعاء، إلى نحو أربع ساعات بالنسبة للمشاة القادمين من المغرب نحو سبتة. هذه المشاهد المؤلمة، التي تتكرر بشكل شبه يومي، لم تعد مجرد حالات استثنائية، بل تحولت إلى مشهد مألوف، يثير موجة من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.
الطوابير الطويلة لم تقتصر على الرجال، بل ضمت نساءً وأطفالاً يقفون في صفوف ممتدة، دون أي مظلات أو مناطق ظل، في وقت يعرف فيه شهر غشت ذروة موجات الحر. ويؤكد مواطنون أن هذه الظروف تشكل خطراً على الصحة، خاصة بالنسبة للفئات الهشة مثل الأطفال وكبار السن.
تأتي هذه الازدحامات في وقت تعرف فيه المعابر الحدودية كثافة استثنائية لحركة العبور، في إطار عملية “مرحبا” (OPE) التي تشهد عودة الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى بلدان إقامتها بعد قضاء جزء من العطلة الصيفية في أرض الوطن. ويزيد هذا الضغط من حدة الوضع، خاصة في غياب تدابير ميدانية كافية لتسريع الإجراءات.
مصادر محلية أشارت إلى أن هذه المعاناة تتضاعف أحياناً بسبب أعطال تقنية، كان آخرها تعطل النظام المعلوماتي في الجانب المغربي من المعبر، ما أدى إلى تأخير إضافي في عملية العبور. وقد صاحب ذلك احتجاجات عبر إطلاق أبواق السيارات والتعبير عن الاستياء بصوت مرتفع.
يذكر أن السلطات المغربية كانت قد أعلنت، في أواخر يوليوز الماضي، عن خطة لتحديث وتأهيل معبر “باب سبتة”، تشمل إدخال معدات متطورة لتفتيش الأشخاص والمركبات، وتحديث الوسائل التقنية والبشرية للموظفين العاملين هناك.