الرئيسيةمجتمع

صمت منير القادري يربك المريدين ويؤجج الجدل

تعيش الزاوية القادرية البودشيشية منذ أسابيع حالة من الارتباك، بعد وفاة شيخها جمال الدين القادري، في ظل غياب أي إعلان رسمي من أحد الشقيقين، منير أو معاذ القادري، حول من يتولى المشيخة حاليا. وترك هذا الصمت الساحة مفتوحة أمام تكهنات واسعة بين الرأي العام والمريدين، خاصة أن الزاوية لطالما اعتمدت على وضوح التسلسل القيادي كجزء من استقرارها الروحي والتنظيمي.

أسباب الصمت وتداعياته

وترى مصادر متابعة للشأن الصوفي، أن هذا الغياب عن حسم الموقف قد يكون مرتبطا بخلافات داخلية لم تحسم بعد، أو برغبة في تجنب صدام علني يضر بصورة الزاوية. في المقابل، يعتقد آخرون أن الأمر قد يكون محاولة لإدارة مرحلة انتقالية بهدوء، مع ترتيب البيت الداخلي بعيدا عن الضغوط الإعلامية. لكن هذا الصمت ترك فراغا إعلاميا استغلته التأويلات والشائعات، مما قد ينعكس سلبا على سمعة الطريقة ومكانتها بين الطرق الصوفية.

منير بين الانفتاح السابق والصمت الحالي

منير القادري، الذي كان يعرف بانفتاحه على الرقمنة وتفاعله مع وسائل الإعلام عبر تصريحات منتظمة، آثر هذه المرة الابتعاد عن الأضواء، متجنبا الإدلاء بأي موقف رسمي يحسم الجدل القائم. وهذا التحول المفاجئ من الانفتاح إلى الصمت أثار تساؤلات المريدين والمتابعين، واعتبره البعض إشارة إلى وجود حسابات داخلية معقدة تتجاوز البعد الإعلامي.

وبالنسبة للمريدين، يشكل الغموض الحالي مصدر قلق وبلبلة، إذ يضعهم أمام حالة انقسام في الولاء ويعطل الأنشطة الروحية المعتادة. أما على مستوى الرأي العام، فقد أعاد هذا الوضع النقاش حول شفافية إدارة الزوايا الكبرى، وضرورة وجود آليات واضحة لخلافة الشيوخ، خاصة في الزوايا ذات الامتداد الوطني والدولي.

ضرورة الحسم قبل اتساع الفجوة

ويحذر المراقبون من أن استمرار هذا التضارب، سواء بالصمت أو بتأجيل الإعلان، قد يفتح الباب أمام انقسامات أعمق وظهور تيارات متنافسة داخل الزاوية. وهو ما قد يهدد وحدة الطريقة البودشيشية ومكانتها التاريخية التي بنيت على الانضباط والتسلسل الروحي الواضح. الحسم، وفق هؤلاء، لم يعد خيارا بل ضرورة لحماية إرث الزاوية ومنع دخولها في دهاليز صراعات قد تمتد لسنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى